حركة أسعار الذهب والنفط في انتظار إشارات مهمة

تذبذبت أسعار الذهب اليوم صعوداً وهبوطاً بشكل ملحوظ بين المستويات 2005 و1977 دولار للأوقية تزامناً مع حركة الأسواق اللاعقلانية والتي تخضع لقواعد لعبة ركود السلع الأمريكية التي تتحول بين النفط والذهب من حين لآخر وبسرعة غير متوقعة، حيث يبقى المستثمرون والمتداولون بين ترقب للقرارات الفيدرالية وأخبار تعافي الاقتصاد المتعثر في الصين.

ومن الجدير بالذكر هنا أن نسبة السعر الفوري للذهب مقسومة على أسعار عقود النفط الخام تمثل نسبة النفط إلى الذهب والتي تعتبر المقياس العالمي لحالة الاقتصاد ككل، وتعتبر الأرقام المرتفعة لهذا المقياس إشارة الى قدرة المتداولين والمستثمرين على مواجهة الركود ومؤخراً كانت قراءات هذا المقياس مرتفعة جداً وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب الجنوني بفعل أزمة المصارف الأخيرة كونه أفضل ملاذ آمن وقت الأزمة وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء بلومبيرغ.

كيف ستتحرك أسعار الذهب والنفط عندما يتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة؟

عندما يتوقف الفيدرالي عن التشديد النقدي ورفع الفائدة سيحدث تحول كبير في تداولات السلعتين الرئيستين لقياس مدى صحة الاقتصاد العالمي وهما النفط الخام والذهب، فبمجرد محاولة الأسواق توقع توقيت إجراءات التشديد النقدي تحركت الأسعار بشكل غير متوقع مؤخراً فارتفع سعر النفط الخام مع أنه من الأصول الخطرة وتراجعت أسعار الذهب على الرغم من أنه يعتبر ملاذ أمن وكانت هذه التحركات مدعومة بضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية.

ويرى الخبراء والمحللون أن ارتفاع أسعار الأصول الخطرة بشكل عام تزامناً مع صدور بيانات اقتصادية ضعيفة تعتبر إشارة واضحة على اقتراب الفيدرالي من إنهاء سلسلة رفع الفائدة التي بدئها لمحاربة التضخم. وفي نفس الوقت تتعقد المسألة بسبب سعي الصين للتعافي من أثار الوباء كورونا حيث لايزال لدى الأسواق آمال في ارتفاع حجم الطلب من ثاني أكبر مستورد حول العالم.

وبالنسبة للنفط الخام سيبقى الوضع مرهوناً بقرارات أوبك وهذا ما يجعل نسبة النفط الى الذهب المذكورة أعلاه تتأثر كما حدث من تراجع في أسعار الذهب عندما أعلنت أوبك قرارها بخفض الإنتاج مؤخراً ، ولذلك يبقى بعض الخبراء متفائلين بارتفاع الأسعار من المستويات الحالية للذهب والنفط على أمل أن يزيد الطلب من الصين على النفط الخام ويتم تعويض آثار التدهور الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية مما يبقي على الفجوة الكبيرة بين المتفائلين والمتشائمين في أسواق النفط.

وعادة ما تكون الأخبار السلبية للنفط إيجابية بالنسبة لـ أسعار الذهب وعليه يكون اقتراب الفيدرالي من إنهاء حزمة التشديد النقدي والتوقف عن رفع الفائدة إيجابيا للذهب وسلبياً للنفط الخام غير أن التعافي الضعيف في الاقتصاد الصيني والتوترات الجيوسياسية الوشيكة حول سقف الدين الأمريكي جميعها تدعم ارتفاع توقعات أسعار الذهب المستقبلية على المدى المتوسط والطويل كونه الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين.

والآن تراجعت أسعار خام برنت بحوالي 2% لتصل إلى 78.8 دولار للبرميل، وهبطت أسعار النفط الخام بحوالي 2.15% لتتداول حالياً عند 75 دولار للبرميل بعد الأخبار السلبية الصادرة من الأجندة الاقتصادية الصينية فقد ارتفع ليصل إلى مستويات 2005 دولار والآن عاود الهبوط ليتداول عند 1977 دولار مما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر عند الدخول في مراكز جديدة خاصة وسط حالة اللاعقلانية والترقب السائدة في الأسواق قبيل أهم قرارات الفيدرالي على الإطلاق يوم الأربعاء المقبل.

رانيا جول الدولة : الاردن خبرة 10 سنوات في التحليل الفني والتقني لاسواق الفوركس والاسهم ولدي الخبرة لكتابة تقارير يومية لجميع الاسهم والعملات والمعادن والنفط والعملات وتغطية أهم الأخبار وأفضل التحليلات للأسواق ، بدأت العمل في شركات الوساطة من عام 2006 الى 2013 ، وانا الان اشارك اخوتي في بناء هذا العمل المتميز والصرح التعليمي الرائد التداول بسهولة وجعله من الرواد في مجال الفوركس وسوق المال و الاعمال العربية ، من أهم أدواتي بالتحليل تحليل الموجات ، تحليل حركة السوق بناء على الأخبار ، التحليل الفني والتقني وما وراء التحليل وبعض المؤشرات الفنية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.