عاداتك السيئة في أسواق المال هي أسرع طريق لتدمير كل ما تتعلمه في التداول.

يواجه الإنسان في حياته العديد من المصاعب والتحديات، لذلك يكون مضطرا لأخذ قرار حاسم بناء على المعطيات التي تظهر أمامه، وتحمل نتائج القرار هو جزء لا يتجزأ من المعادلة.

  • تخيل معي عزيزي المتداول، إذا كان هناك شخص ما أخذ قراراً في موضوع ما، ثم لم يتحمل نتائجه السلبية قبل الإيجابية، هل من المحتمل لهذا الشخص أن يتعلم بند تحمل المسؤولية. على سبيل المثال شخص أضاع هاتفه المحمول، حيث أنه يعلم أن والده سيشتري له واحداً أخر، فسيظل هذا الشخص يستهتر بما قدم له، لأنه لن يحاسب على تلك النتائج السلبية، عكس الشخص الذي يعلم أنه إذا أضاع هاتفه فانه سيضطر للعمل جاهدا كي يحصل على مبلغ من المال ليشتري هاتفاً جديداً، مما يجعل بند تحمل المسؤولية يتزايد في داخله مما سيؤدي بدوره لحفاظه على هاتفه والعناية به. المثال هنا لتوضيح بند تحمل المسؤولية وتأثيره في بناء الشخصية المنضبطة الصالحة للتداول.

كيف تؤثر تحمل المسؤولية على تكوين عادة سيئة عند التداول في أسواق المال؟

قبل دخول الصفقة تحلل الرسم البياني جيداً فنيا وخبريا ثم تتأكد أن جميع الإشارات الخاصة باستراتيجيتك تحققت، حتى الأن أنت لم تتخذ قراراً بعد و مازلت خارج السوق وأموالك كما هي داخل حسابك ولا يوجد تحمل للمسؤولية حتى الأن، ولكن بعد تفعيل صفقة بيع أو شراء أنت هنا أخذت القرار، إذاً ستحاسب على قرارك سواءً بالربح أو بالخسارة.

ما الجزء الأخطر في هذه العملية؟

عند وضع مستوى وقف الخسارة أو مستوى الربح، مباشرةً يدخل في هذه العملية بند الالتزام والصبر واللذان يتبعان عملية اتخاذ القرار، حيث أنه يجب عليك الالتزام بوقف الخسارة والهدف، لأن هذا هو الجزاء لتلك العملية الطويلة. كيف ستتعرف على مدى صحة طريقتك في التداول إذا لم تكمل العملية حتى نهايتها؟
الصبر مهم جدا في هذه العملية، اذ يجب عليك أن تحارب غريزتك البشرية سواء في مشاهدة أرباحك تتزايد أو خسائرك تتزايد حتى تصل الأسعار الى وقف الخسارة أو الربح.

ماذا لو خرجت قبل مستوى وقف الخسارة أو قبل مستوى الربح اللذان قمت بتحديدهما قبل دخول الصفقة؟
تتكون هذه العادة السيئة بعد ٢١ يوم فقط من فعلها بشكل مستمر، بعدها ستخرج من صفقاتك قبل الهدف أو وقف الخسارة بطريقة لا إرادية، حيث أن العقل اللاواعي هو المسؤول عن هذا القرار الأن، و ستظن أن أرباحك تتزايد لأن نقاط دخولك جيدة، و قراراتك بنسبة كبيره صحيحة، مما يوحي لك أن مستواك يتحسن في التداول، ولكن أنت في الحقيقة بخروجك مبكراً ، تربي عادة ستقتلك في المستقبل و تدمر حسابك.

ماهي السلبيات المترتبة على الخروج مبكراً من صفقاتك قبل الوصول لمستوى الربح أو الخسارة؟

1- ستتغير نسبة العائد الي المخاطرة حيث أنك إذا كنت تخاطر ب نسبة 1:2 وخرجت قبل مستوى الربح، فنسبة المكسب هنا أصبحت 1.5 ٪ فقط على سبيل المثال وليست 2 ٪. المشكلة ليست هنا بل إذاً دخلت بعدها صفقة بنفس النسبة ولكن الأسعار وصلت الى مستوى وقف الخسارة فستكون خسرت 1 % فنتيجة الصفقتين في الربح هي 0.5 %، ولكن إذا التزمت حتى النهاية في الصفقة الأولى سيصبح مجموع العائد من الصفقتين هو 1 بالمئة.

2- ثقتك في نفسك ستقل مع الوقت حيث أنك إذا ربيت هذه العادة ستفعلها بشكل لا إرادي، وبالتالي بعد عدة أشهر لن تستطيع تقييم مستواك بشكل جيد، ولن تعرف ما هو سبب الخسارة برغم قوة استراتيجيتك وستتأثر نتائج حسابك سلباً، مما سيقلل من ثقتك في نفسك وفي طريقتك في التداول وسيؤدي ذلك الى الخوف عند أخذ القرار بالبيع أو الشراء في صفقاتك القادمة.

3- لن يتحسن مستواك في صفة الصبر أو الالتزام إلا إذا حسنت بند تحمل المسؤولية.
جميع هذه السلبيات تستطيع تجنبها فقط إذا التزمت بقرار أخذته وتقبلت نتيجته بصدر رحب.

ماذا لو التزمت بوقف الخسارة والهدف اللذان تم وضعهما قبل دخول الصفقة؟

1- بعد 21 يوما ستصبح قراراتك في صفقاتك أفضل بكثير وهذا لأنك تعلم أنك ستحاسب على قرارك فأنت لن تخرج قبل وصول الأسعار لأحد المستويين سواء الربح أو الخسارة، مما سيجعلك تنتقي فرص التداول المتاحة لك بعناية كبيرة.

2- نفسيتك ستتحسن كثيراً، فلن تكون مشوشاً بعد أخذ القرار ووضع وقف الخسارة والمكسب، وستغلق الحساب ولن تتابع صفقتك، فأنت لن تخرج من صفقتك لأي سبب قبل ضرب أحد المستويين، إذا أنت هنا أصبح مستوى التوتر لديك قليل جداً وتم إغلاق الباب أمام أي قرار قد يؤثر عليك ليجعلك تغير به قرارك المأخوذ مسبقا بالبيع أو الشراء وبالتالي سيصبح تقييمك لمستواك واضحا وصريحا بعد عدة أشهر.

3- بعد 6 أشهر من العمل المتواصل بهذه الطريقة ستتضاعف ثقتك بنفسك ولن تكون خائفاً، فأنت تعلم أنك ستخاطر ب 1 بالمئة مقابل 3 بالمئة للمكسب على سبيل المثال، مما يجعلك تتقبل الخسارة بصدر رحب وعلى جانب أخر، لن تخرج من صفقتك نهائيا إلا بالوصول لأحد المستويين.

سؤالي لك عزيزي القارئ، إذاً من أين سيأتي القلق والتوتر والخوف وعدم الثقة؟!

د. عمرو مندور الدولة : مصر محلل أسواق المال - عضو الجمعيه المصريه للمحللين الفنيين خبره أكثر من 6 سنوات في الأسواق الماليه - المؤشرات- السلع - العملات الرقمية - العملات الأجنبية - محاضر فوركس معتمد. شغلت عدة مناصب محلل فني و كاتب تقارير فنيه - أيضا مقدم للمحتوى التعليمي في الأسواق الماليه المختلفه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.