ما هو الفرق بين التداول والاستثمار؟

غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين التداول والاستثمار بالتبادل. وعلى الرغم من ذلك قد تختلف نتائج كل منهما عن الآخر.  وسوف نستعرض هنا ما بينهما من اختلافات، الأمر الذي سيساعدك تحديد النشاط الذي يناسب أهدافك. وفي هذا المقال سوف تتعلم ما هو كل من التداول والاستثمار، وما هي إيجابيات وسلبيات كلا منهما.

ما هو الاستثمار؟

للتعرف على الفرق بين التداول والاستثمار فإن أول ما ستفكر فيه هو ماهية كلا منهما. الاستثمار هو عبارة عن شراء أحد الأصول التي يعتقد المستثمر أن قيمته قد تزيد، أو أنه ينتج عنه تدفقات نقدية في المستقبل. وعادةً ما يميل المستثمرون إلى الاحتفاظ بالأصول على المدى المتوسط ​​وعلى الطويل، لأنه غالبًا ما ينتج عن ذلك تراكم في العوائد مع مرور الوقت.

ومن أمثلة الاستثمار الشائعة هي شراء منزل، حيث يكون من المحتمل أن تزيد القيمة السوقية لهذا العقار مع مرور الوقت أو أنه قد يدر دخلاً منتظمًا من خلال تأجيره.

وينطبق الأمر نفسه على الاستثمار في الأصول الأخرى، مثل الأسهم أو السندات أو العملات. على سبيل المثال، عند الاستثمار في سهم، تكون هناك فرصة لأن ترتفع قيمته، أو يكون من المحتمل أن يدر عوائد منتظمة من خلال توزيعات الأرباح.

نظرًا لطول الفترة الزمنية التي تحتفظ فيها بالسهم، لا تكون تغيرات الأسعار اليومية بهذه الأهمية. وفي هذه الحالة، تكون العوائد طويلة الأجل هي التي تساعد في تحقيق أهدافك المالية.

وعلى الرغم من قول البعض بأن عوائد الاستثمار غير مضمونة، إلا أنه كلما طالت فترة احتفاظك بالاستثمارات، زادت احتمالية تجاوزك للأخطاء في السوق.

ومن الجدير بالذكر أن أسعار الأسهم قد ارتفعت بشكل كبير على المستوى عالمي خلال العشرين عامًا الماضية، وذلك على الرغم من وجود بعض التراجعات السعرية في منتصف الطريق.

هذا بالإضافة إلى أن مؤشر ستاندرد آند بور 500 ( S&P 500) -وهو مؤشر الأسهم الذي يتكوّن من أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية- قد ارتفع  على مدار العشرين عامًا الماضية. وبالتالي فإن الاستثمار بقيمة 10 آلاف يورو في مؤشر ستاندرد آند بور 500 ( S&P 500)  في عام 2000 نتج عنه 43 ألف يورو في عام 2022.

ومن هنا، نستنتج أن هناك إمكانية لكسب عوائد جذابة للغاية إذا ما استطعت كمستثمر تجاوز فترات الركود. بالإضافة إلى ذلك، تنتج بعض الأصول مثل السندات دخلاً منتظمًا خلال فترة الاحتفاظ بالاستثمار، أي أن تحصل على العوائد دون أي جهد منك.

على الرغم من أنك ستحتاج إلى القيام بكثير من العمل في بداية إنشاء محفظتك الاستثمارية، ثم تعمل الأموال من تلقاء نفسها بعد ذلك، يميل المستثمرون إلى التحقق من أداء المحفظة الاستثمارية مرة كل ربع سنة مثلاً بهدف إعادة التوازن لها، وذلك اعتمادًا على أداء كل أصل فيها.

وسوف نستعرض فيما يلي إيجابيات وسلبيات كل من التداول والاستثمار.

التداول والاستثمار

اقرأ أيضا: مزايا الاستثمار في الأسهم العالمية

إيجابيات وسلبيات الاستثمار

إيجابيات الاستثمار

  • في هذه الأيام، يستطيع أي شخص الاستثمار، ويساعد على هذا بشكل كبير الطفرة التي شهدها العالم في التكنولوجيا المالية المبتكرة. ويظهر هذا بشكل واضح في منصات الاستثمار الكثيرة التي تقوم بالعمل الشاق نيابة عنك، الأمر الذي يجعل الاستثمار متاحًا للجميع بغض النظر عما لديهم من مستويات خبرة.
  • لا تكون أغلب معظم أنشطة الاستثمار على المدى الطويل نشطة، مما يعني أنك لن تكون مضطرًا للتحقق من استثماراتك كثيرًا.
  • بإمكانك تحديد أهداف استثمارية خاصة بك، بحيث تساعدك على الاحتفاظ بالاستثمارات الأفضل أداءً لفترة زمنية أطول.
  • لا تعتبر عملية شراء وبيع الاستثمارات ذات طبيعة نشطة، وبالتالي فإنك تقوم بإنفاق مبالغ أقل على تكاليف المعاملات والوساطة. هذا بالإضافة إلى أن قد ضرائبك تكون أقل في كثير من الأحيان.
  • يسمح لك الاستثمار لك بأن يكون لديك محفظة استثمارية متنوعة بشكل مستمر، مما يساعد بالتأكيد على تقليل المخاطر المحتملة على المدى الطويل. ومن الممكن أن تمارس استراتيجيات استثمار أخرى طويلة الأجل تقلل من المخاطر أيضًا.
  • يمكن أن يكون الاستثمار وسيلة فعالة للحماية من التضخم. على سبيل المثال، يعادل متوسط ​​عائد الأسهم على مدار السنوات العشر الماضية حوالي 12٪ (باليورو) سنويًا، وهي نسبة أعلى من متوسط ​​معدل التضخم على أساس سنوي.

سلبيات الاستثمار

  • يحتاج الاستثمار إلى الوقت والصبر، فحتى ترى عوائد كبيرة قد يستغرق الأمر بعض الوقت، خاصةً وأن الاستثمارات تشهد العديد من أوقات الصعود والهبوط خلال فترة زمنية طويلة. وإذا ما قارنا بين التداول والاستثمار من ناحية وقت الحصول على العوائد والأرباح، فسوف تلاحظ أن أرباح التداول تعتبر أسرع كثيرًا من الاستثمار.

اقرأ أيضا: أفضل الشركات الاستثمارية على الانترنت

ما هو التداول؟

حتى تستطيع التمييز بين التداول والاستثمار بشكل أفضل، سوف نستخدم هنا نفس المثال الخاص بالعقار الذي استخدمناه في تعريف الاستثمار.

لاحظ أن أسعار المنازل ترتفع وتنخفض أي أنها تكون متقلبة. وعندما تشتري منزلاً بسعر ما بهدف بيعه بسعر أعلى لتحقيق ربح من ذلك، فإنك تسعى بذلك إلى الاستفادة من التغيير قصير المدى في قيمة العقار بدلاً من انتظار زيادة قيمته على المدى الطويل.

ينطبق الأمر ذاته على التداول في الأسواق المالية. عل سبيل المثال، يشتري متداولي الأسهم ويبيعون الأسهم بشكل نشط ويحتفظون بها لساعات أو أيام فحسب، وذلك بهدف تحقيق الأرباح من تغيرات الأسعار على المدى القصير.

وعلى الرغم من أن أصول التداول يمكن أن تكون بسيطة، إلا أنها لا تكون سهلة دائمًا، فقد يحتاج التداول قدرًا كبيرًا من الوقت، والالتزام، والمعرفة، والخبرة. وإن كان لديك وظيفة بدوام كامل، فقد يكون من الصعب ان يتناسب التداول مع روتين حياتك اليومية، خاصةً وأن الأداء اليومي يعتبر مهم في عملية التداول.

اقرأ أيضا ما هي أنواع التداول بالتفصيل

إيجابيات وسلبيات التداول

ايجابيات التداول

  • يمكنك تحقيق عوائد بسرعة من التداول، خاصة مع التداول باستخدام المارجن (الهامش). ويعتبر هذا هو السبب الأساسي للكثيرين الذي يعتبرون التداول من أجله أكثر إغراءً من الاستثمار على المدى الطويل.
  • تعتبر الأسواق العالمية ذات سيولة عالية، حيث يقوم الملايين فيها بالتداول بشكل متكرر. ويساعد مستوى السيولة المرتفع على توفير العديد من الفرص للمتداولين، حيث يمكنهم شراء وبيع الأصول بنقرة زر واحدة.
  • مع تزايد سهولة استخدام تطبيقات التداول، يمكن لأي شخص بدء التداول بسرعة وسهولة. كل ما تحتاج إليه العديد من المنصات مجرد إضافة مبلغ صغير من رأس المال لتبدأ في التداول.

سلبيات التداول

  • قد تكون حركة الأسعار في الأسواق المالية متقلبة بدرجة كبيرة، مما يجعل التداول محفوفًا بالمخاطر. تشير الأبحاث إلى أن معظم المتداولين الذين يفتقرون إلى المعرفة والخبرة، ينتهي بهم الأمر بالتعرض إلى عوائد سلبية.
  • تؤدي كثرة المعاملات إلى دفع المتداولون الكثير في الرسوم لهذه المعاملات.

والآن بعد أن تعرفت على ماهية التداول والاستثمار، وإيجابيات وسلبيات كلاً منها، ننصحك بدراسة احتياجاتك وأهدافك بشكل جيد لتختار بينهما. ومن الممكن أن تستخدم في محفظتك الاستثمارية استراتيجيات تدعم كل من التداول والاستثمار بشكل متوازن، وذلك من خلال التنويع في الأصول والمدة الزمنية للاحتفاظ بها.

الأسئلة الشائعة

هل الاستثمار في الأسهم حلال أم حرام؟

بناء على المعطيات التي تستخدمها الجهات المنوط بها فحص مشروعية الأسهم، فإن الاستثمار في الأسهم يكون حلال إذا كان نشاط الشركة التابعة للسهم خالي من المعاملات الربوية أو أن جميع المعاملات الخاصة بالشركة تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

ما هي فكرة التداول؟

التداول يعني بيع وشراء الاسهم او اي من الادوات المالية الاخرى مثل السندات او العملات بهدف الربح حيث يتم شراء السهم بسعر رخيص وبيعه بسعر مرتفع من أجل تحقيق ربح.

ما هو الافضل التداول ام الاستثمار؟

يوجد لكل من التداول والاستثمار مميزات يتميز بها عن الأخر، حيث ان التداول غالبا ما يكون بشكل يومي لتحصل على نتائج وأرباح سريعة وقد تفوق الأرباح حجم راس المال بأضعاف كثيرة، لكن الأمر يتحمل مخاطرة مرتفعة ويحتاج الى مزيد من التعلم والدراسة والتطبيق، بعكس الاستثمار الذي تكون المخاطرة به منخفضة لكن العائد أيضا منخفض .

ما هو الفرق بين الاستثمار و التداول؟

الفارق الأساسي بين الاستثمار والتداول هو في عامل الوقت، حيث أن الاستثمار يكون بعيد المدى ويستغرق العائد الخاص به وقتا حتى يتحقق وتكون المخاطرة الخاصة به منخفضة عند مقارنتها بالتداول الذي يكون العائد الخاص به سريع لكنه في الوقت نفسه مرتفع المخاطره.

اقرأ أيضا  انواع استراتيجيات التداول في الفوركس 

موقع التداول بسهولة مختص بسوق الفوركس وتحليلات الأسواق ، لدينا فريق عمل من المحترفين من ذوي الخبرة ونعمل بإستمرار على تطوير المحتوي بالإضافة إلي الجانب التعليمي المتقدم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.