التداول في بورصة النفط الخام

تداول النفط الخام في البورصة (بورصة النفط) هو عبارة عن شراء وبيع أنواع مختلفة من النفط والأصول المرتبطة بالنفط للمضاربة على تقلبات أسعار السلعة.

كيف يعمل التداول في بورصة النفط؟

يعتبر النفط الخام ومشتقاته من أكثر السلع تداولًا على مستوى العالم. والحقيقة أن هذا ليس بالأمر المفاجئ، حيث يتم استخدام النفط في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد تقريبًا.

يتم التداول في بورصة النفط من خلال العقود الآجلة، والتي يستخدمها المنتجون ومصافي التكرير وكبار المستهلكين كجزء من استراتيجية التحوط. كما يستخدمها المتداولون وصناديق الاستثمار والأفراد للمضاربة على حركات الأسعار.

ومن الجدير بالذكر أن للنفط الخام المئات من الدرجات، بناءً على صفاتها، مثل ما تحتويه من نسبة الكبريت والنيتروجين، والمعادن، ودرجة الكثافة، واللزوجة. هناك نوعان من معايير الأسعار في بورصة النفط. المعيار العالمي وهو خام برنت، والمعيار القياسي لتداول النفط الخام الأمريكي وهو خام غرب تكساس الوسيط (WTI).

يعتبر خام غرب تكساس الوسيط أخف وأحلى من خام برنت، ولكنه يتم تداوله في بورصة النفط بسعر مخفض بسبب تزايد كميات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة وكندا. كما يعتبر سوق غرب تكساس الوسيط أكثر بورصات النفط الخام سيولة.

اقرأ أيضا: أهم الطرق لكيفية تداول النفط في السعودية

ما الذي يحرك الأسعار في بورصة النفط الخام؟

كما هو الحال مع أسواق السلع الأساسية الأخرى، تكون الأسعار في بورصة النفط الخام مدفوعة إلى حد كبير بأليات العرض والطلب وتكاليف الإنتاج وثقة المستثمرين.

 

بورصة النفط

العرض والطلب

عندما ترتفع معدلات إنتاج النفط الخام، تنخفض الأسعار في بورصة النفط إذا لم يكن هناك طلب كافٍ لاستيعاب هذا العرض الإضافي. وفي المقابل، إذا انخفض معدل الإنتاج وتقلص التوازن بين العرض والطلب، ترتفع الأسعار في بورصة النفط. ويدعم ارتفاع الطلب ارتفاع أسعار النفط، سواء كان هذا الطلب موسميًا أو طويل الأجل.

قوة الدولار الأمريكي

نظرًا لأن تداول النفط الخام يتم بالدولار الأمريكي (USD)، فقد تؤثر قيمة الدولار على الطلب من الدولتين التي يستخدم فيها المشترون عملات أخرى.

العوامل الجيوسياسية

من الممكن أن تؤدي الاضطرابات السياسية أو حالات الإضراب أو نشوب حرب إلى تعطيل إنتاج النفط الخام وبالتالي تقليل العرض. كما أن العقوبات الدولية المفروضة على دولة من شأنها أن تقلل من توافر النفط الناتج عنها في السوق، وبالتالي يقلل هذا من معدلات العرض العالمية.

وتعتبر حرب الأسعار بين روسيا والسعودية – أكبر منتجي النفط في العالم – من أمثلة العوامل الجيوسياسية التي أثرت على الأسعار في بورصة النفط، حيث أدت هذه الحرب إلى تقلب الأسعار في أوائل عام 2020. كما كان للغزو الروسي على أوكرانيا تأثير كبير على اتجاه الأسعار في بورصة النفط في عام 2022.

المضاربة في السوق

إذا كان السوق يتوقع تأرجحًا كبيرًا في معدلات الطلب أو العرض، فقد يؤدي هذا إلى جذب المتداولين للمضاربة على الأسعار في بورصة النفط من خلال تداول عقود النفط الخام.

الاتجاه إلى مصادر طاقة جديدة

من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على النفط الخام على المدى الطويل، مع تزايد توجه الدول نحو استخدام مصادر طاقة منخفضة الكربون لمعالجة تغير المناخ. قد ينخفض معدل ​​الطلب على البنزين والديزل مع توجه المزيد من السائقين إلى السيارات الكهربائية.

إنتاج النفط العالمي

تؤثر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والسياسة الأمريكية بشكل متزايد على معدلات إنتاج النفط الخام، وعلى العرض العالمي، مما يؤثر بالتالي على اتجاه الأسعار في بورصة النفط.

حالة الاقتصاد العالمي

يعتبر النشاط الاقتصادي هو المحرك الأساسي للأسعار في بورصة النفط. ويظهر هذا بشكل واضح خلال فترات النمو الاقتصادي، حيث يزيد استهلاك الطاقة من قبل المصنعين والشركات والأفراد. من ناحية أخرى، خلال فترات التباطؤ الاقتصادي والركود الاقتصادي، ينخفض معدل ​​الطلب على النفط الخام، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.

اقرأ أيضا: كيفية البدء في الاستثمار في البورصة الأمريكية من مصر

طرق التداول في بورصة النفط

هناك عدد من الطرق لتداول النفط، وذلك اعتمادًا على استراتيجية التداول التي تفضلها

التداول الفوري

يتضمن سوق النفط الفوري تداول شحنات مادية كبيرة للتسليم الفوري في تعاملات لمرة واحدة. ومن الممكن أن يتم هذا في بورصات النفط أو قد يتم بشكل مباشر بين طرفين في السوق خارج البورصة (OTC). ويقوم المتداولون باستخدام الأسعار الفورية من أجل تحديد المستويات التي يتم فيها تداول العقود الآجلة.

العقود الآجلة

بغض النظر عن الشركات التي تقوم ببيع وشراء شحنات مادية من النفط الخام، يتم أغلب تداول النفط الخام باستخدام العقود الآجلة. وفي هذه العقود، يتفق المتداولون على شراء أو بيع كمية معينة من النفط في المستقبل وذلك في تاريخ محدد. وتبلغ قيمة العقود الآجلة القياسية 1000 برميل من النفط. وعوضًا عن استلام براميل النفط في نهاية العقد ، يمكن للمتداولين طرحها للشهر التالي.

يتم تداول العقود الآجلة في بورصات السلع مثل بورصة نيويورك (NYMEX) وبورصة شيكاغو (CME) وبورصة انتركونتيننتال (ICE).

عقود الفروقات

تعتبر عقود الفروقات (CFDs) أحد أكثر الطرق شيوعًا للتداول في بورصة النفط الخام. وهذه العقود تكون بين المتداول والوسيط الذي يسمح للمتداول بالمضاربة على فرق السعر بين فتح وإغلاق الصفقة.

وباستخدام عقود الفروقات، يمكن المضاربة على أسعار النفط الخام في كل من الأسواق الفورية والعقود الآجلة دون الحاجة إلى الاستلام. بالإضافة إلى ذلك، تكون أحجام هذه العقود في الغالب أصغر بكثير من أحجام العقود الآجلة القياسية.

الخيارات (الاوبشن)

تعتمد عقود الخيارات على العقود الآجلة على منح المتداولين الخيار، بدلاً من إلزامهم، بشراء أو بيع النفط في تاريخ مستقبلي محدد. وكما هو الحال في العقود الآجلة، يتم تداول عقود الخيارات (الاوبشن) في بورصات السلع.

الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)

تمثل صناديق الاستثمار المتداولة في بورصة النفط طريقة ملائمة للمستثمرين للاستثمار في النفط الخام دون الحاجة إلى تداول العقود الآجلة. يقوم مديرو الصناديق المتداولة بشراء العقود الآجلة وبيعها بشكل يتناسب مع اتجاه أسعار النفط.

الأسهم

من الممكن تداول أسهم النفط الخام من خلال اختيار أسهم الشركات التي تعمل في مجال استخراج النفط الخام وتكريره وتداوله. وقد يكون في هذا النوع من التداول بعض الاستقرار لأن أسعار أسهم شركات بورصة النفط قد تكون أقل تقلبًا من أسعار النفط الخام الفورية والعقود الآجلة.

اقرأ أيضا: تعرف على أفضل طرق المتاجرة بالعملات

موقع التداول بسهولة مختص بسوق الفوركس وتحليلات الأسواق ، لدينا فريق عمل من المحترفين من ذوي الخبرة ونعمل بإستمرار على تطوير المحتوي بالإضافة إلي الجانب التعليمي المتقدم.

التعليقات مغلقة.