ما هو تكديس الإيثيريوم؟ وهل يُمكن ربح أموال منه؟

مع انطلاق النّسخة الثانية من بروتوكول إيثيريوم (Ethereum 2.0) في ديسمبر 2020، ظهر مفهوم التّكديس (Staking) للمرّة الأولى في هذه العُملة، فما هو تكديس الإيثيريوم؟ وهل مُجرّد الاحتفاظ بعُملات مُشفّرة يسمح لحاملها بالحصول على المزيد من وحدات هذه العُملة؟ هذا ما نُحاول الإجابة عنه هُنا.

تمنحك منصّة Immediate Edge الفرصة الآن لتكون متداولاً في سوق العملات الرّقمية، كل ما تحتاج إليه هو إنشاء حساب في أقل من دقيقتين، وبعد ذلك يُمكنك البدء في التّداول على الفور بعد إيداع 250 دولار على الأقل. ألقِ نظرة على الموقع الرّسمي لـ Immediate Edge الآن.

نظرة سريعة على شبكة الإيثريوم

 منذ إطلاق الإيثيريوم في 2015 ظلّ إحدى العُملات التي تعتمد على مبدأ إثبات العمل (Proof of work)،  وهذا المبدأ يعني ببساطة أنّ مُشغّلي شبكة الإيثيريوم هم الأشخاص الذين يقومون بـ”العمل”، أو بكلمات أخرى التّعدين، للحفاظ على استقرار الشّبكة، وتأكيد وتسجيل المُعاملات، ومُقابل ذلك يحصلون على مُكافآت عبارة عن وحدات إضافيّة من العُملة.

 

إحدى أكبر المشاكل التي كانت تعترض مبدأ إثبات العمل هو حاجة عمليّات التّعدين إلى كميّات ضخمة من الطّاقة الكهربية، وهو ما أدى إلى انتقادات شديدة للعُملات الرّقمية من المُدافعين عن البيئة. لذا كان التّحول إلى مبدأ إثبات الحصّة (Proof of stake) هو نتيجة حتميّة.

 إثبات الحصّة والتّكديس

 يمنح مبدأ إثبات الحصة وظيفة الحفاظ على استقرار الشّبكة وتسجيل المُعاملات الجديدة إلى حائزي الإيثيريوم بدلاً من مُعدّنيه، إذ يقوم المُكدّس أو حائز العُملة بتسجيل وتأكيد المُعاملات الجديدة التي تجري على الشّبكة، ومُقابل ذلك يحصل على وحدات من العُملة.

والشخص الذي يمتلك كميّة أكبر من الإيثيريوم في نظام إثبات الحصّة يُكافئ الشخص الذي يمتلك قُدرات تعدينيّة أعلى في نظام إثبات العمل، وبالتالي كُلّمات ازدادت الكميّة المُكدّسة كلما أصبحت القدرة التصويتيّة للشّخص أكبر، وكُلّما استطاع تأكيد عدد أكبر من المُعاملات، وبالتالي تزداد عوائده أكثر.

ما هو التّكديس تحديداً؟

يقوم المُكدّس بالقيام بـ”حجز” كميّة مُعيّنة من العُملة، لفترة مُعيّنة، ولا يُمكنه خلال هذه الفترة أن يقوم بالتّصرف في عُملته بإرسالها إلى محفظة أخرى، ويُكلّف بأن يكون مُدقّقاً للمُعاملات الجديدة التي تجري على شبكة الإيثيريوم، ومُقابل ذلك يُمنح وحدات من العُملة تعتمد على مقدار العُملة التي قام بتكديسها وفترة التّكديس.

 

لا يحتاج المُكدّس لجهاز ذو مواصفات قويّة للقيام بالتّكديس، مثلما هو الحال في تعدين الإيثيريوم، ولهذا السّبب فإن تكديس الإيثيريوم يُقلّل استهلاك الشّبكة للطّاقة بنسبة تفوق 99%، لكن على العكس من التّعدين، يحتاج المُكدّس إلى جهاز متّصل بالإنترنت على الدّوام للتّواصل مع الشّبكة وتأكيد المُعاملات.

 

للقيام بالتّكديس يجب أن يحتفظ المُكدّس بـ 32 وحدة من الإيثيريوم على الأقل، وهذه الكميّة تُعادل حالياً قرابة 120 ألف دولار أمريكي، ومن البديهي أنّ أغلب الأشخاص لن يتمكّنوا من تلبية هذا الحدّ الأدنى من المُتطلّبات لتكديس الإيثيريوم، لكن العديد من المنصّات أصبحت تقوم الآن بالسّماح لعدد من الأشخاص بالاشتراك معاً وتجميع عُملاتهم معاً لتلبية هذا الحدّ الأدنى.

 هل التّكديس يُحقّق أرباحاً بالفعل؟

نعم، لكنّها ليست أرباحاً ضخمة، عندما تم إطلاق بروتوكول إيثيريوم 2.0، ومع عدم وجود عدد كبير من المُكدّسين، كانت عوائد التّكديس تقترب من 20% سنويّاً، لكن الآن بعد أن قام الكثير من الأشخاص بتكديس عُملاتهم انخفضت الفوائد إلى ما دون 5%، وبالتّالي هي ليست نسبةً ثابتةً، وإنّما تتغير اعتماداً على عدد الأشخاص المُشاركين في التّكديس.

 وقد لا تكون هذه نسبة كبيرة مُقارنة بالأرباح التي يُمكن تحقيقها من العُملات الرّقمية عن طريق التّداول مثلاً، إلا أنّها طريقة مُنعدمة المخاطر تقريباً، كما أنّ هناك فائدة أخرى تحدث نتيجة ارتفاع سعر العُملة نفسها مُقابل العُملات التقليدية، وهو ما حدث مع الإيثيريوم الذي ارتفعت أسعاره بشكل جنوني في الفترة التي حدث فيها إطلاق إيثيريوم 2.0.

 ما هي الجوانب السّلبية لمبدأ إثبات الحصّة؟

 على الرّغم من إيمان الكثير من الأشخاص في مجتمعات العُملات الرّقمية بأن مفهوم إثبات الحصّة هو المُستقبل الحقيقي للعُملات الرّقمية، لأنّه يُعالج واحدة من أكبر المُشكلات التي تواجهها، وهي استهلاك الطّاقة والنّفايات الإلكترونية لعتاد التّعدين، إلا أنّه ما تزال هناك بعض الجوانب السّلبية، منها:

 

  • أمان واستقرار الشّبكات التي تعتمد على مبدأ إثبات العمل لا يزال أعلى بكثير من تلك التي تعتمد على إثبات الحصّة.
  • تدفع عوائد التّكديس الأشخاص إلى الاحتفاظ بعُملاتهم وعدم إنفاقها، وهو ما يتنافى مع الهدف من العُملات في المقام الأول.
  • لا تدعم الكثير من العُملات الرّقمية، وعلى رأسها البيتكوين سوى مبدأ إثبات العمل الذي يعتمد على التّعدين.

 الخلاصة

 تكديس الإيثيريوم هو إحدى النّتائج التي ترتّبت على اعتماد النّسخة الثّانية من بروتوكول إيثيريوم، وهي طريقة للحفاظ على استقرار الشّبكة وتسجيل المُعاملات تحلّ محلّ التّعدين، ومُقابل القيام بهذه المهمّة يحصل المُكدّس على وحدات من العُملة. لكن في النّهاية لا يزال مبدأ إثبات الحصّة يواجه الكثير من العقبات التي عليه أن يتخطاها أولاً.

 

 

موقع التداول بسهولة مختص بسوق الفوركس وتحليلات الأسواق ، لدينا فريق عمل من المحترفين من ذوي الخبرة ونعمل بإستمرار على تطوير المحتوي بالإضافة إلي الجانب التعليمي المتقدم.

التعليقات مغلقة.