إجراءات التشديد النقدي التي تتخذها البنوك المركزية لمكافحة التضخم قد زادت من التوترات والغموض المحيط بالاقتصاد العالمي. وهذا يضع المستثمرين في وضعية صعبة حيث تواجه الأسواق المالية وأصول المخاطرة ضغوطًا قوية للبيع، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة التي قد تستمر على مستويات مرتفعة لفترة طويلة، وفقًا لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يشير الفيدرالي إلى أنه من المتوقع رفع أسعار الفائدة مرة أخرى خلال العام الحالي، ويُشير أيضًا إلى أن تخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل قد يكون أقل مما كان متوقعًا. يهدف الفيدرالي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول لضمان أن التضخم سينحدر بشكل مستدام نحو مستهدفات الفيدرالي.
قامت البنوك المركزية الأوروبية بمتابعة تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث قرر كل من البنك المركزي السويسري وبنك إنجلترا تثبيت أسعار الفائدة في جلساتهما يوم الخميس. وفي نفس السياق، قرر بنك اليابان الحفاظ على سياساته التيسيرية صباح يوم الجمعة، مع الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير.
ومن جانبه، قرر المركزي الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر رفع أسعار الفائدة، بينما أبقى المركزي الكندي على أسعار الفائدة دون تغيير. هذه التحركات قد تؤثر على أداء سعر الذهب خلال الفترة الحالية لأن عوائد البنوك المركزية ستكون مغرية للمستثمرين في وقت تشهد فيه أسواق المال إنخفاض في شهية المخاطرة.
على الجانب الأخر من النهر فيما يخص توقعات أسعار الذهب تشير التحليلات الفنية إلى بقاء أسعار الذهب في نطاق عرضي بين مستوي الدعم 1885 ومستوي المقاومة 1985 منذ مايو/آيار الماضي. وتحركات الذهب على الأطر الزمنية أقل من اليوم الواحد ليست واضحة بشكل كافي، ونعتقد أنها تميل للسلبية أكثر طالما الأسعار أقل من 1950 دولارًا للأونصة.
لذا نوجه المضاربين بضرورة تخفيف أحجام عقود المضاربة لتفادي التحركات العنيفة والغير متوقعة.
