منصات التواصل الاجتماعي أحد أهم مسببات الخسارة في التداول ؟

نعيش اليوم في مجتمع منفتح ، أصبح كل شخص أيا كانت مؤهلاته أو تعليمة أو دراسته يتحدث و يلقي برأية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ، أصبحت عقولنا اليوم مطالبة بالتعامل مع ألاف من المعلومات الخاطئة مطالبة بمعالجة جميع المشاعر القادمة من مقاطع الفيديو و التي تنبثق أمامنا على هذه المنصات ، تارة مقاطع مضحكة و تارة مقاطع حزينة و تارة أخرى مشاهد من الحروب و أخرى من الفضاء الخارجي ، المحصلة بعد عدة ساعات هي مجموعة من المشاعر المتضاربة ضحك و دموع توترات نفسية، ذكريات لفقد بعض الأشخاص قد نسترجعها، عالم اذا دخلت فيه ستصبح كالتائه في الصحراء، كيف لا و العقل هو صديقك الصدوق الذي اذا طلبت مساعدته فسيخرج لك جميع الصور الذهنية و الأشخاص و كل المعلومات المتعلقة بهذا الطلب حتى اذا احتجته في شئ خاطئ سيكون على أهبة الاستعداد.

كيف تؤثر منصات التواصل الاجتماعي على المتداول في أسواق المال :-

كثيرا ما نتحدث حول الايجابية المفرطة و عن كيف أننا يجب أن نصل لأحلامنا و نظل نقاتل طوال الوقت ، كم من مقاطع فيديو و منشورات على منصات التواصل تحثك على السعي المستمر و التعب و أن حياتك هي عبارة عن قتال كبير! كيف لا و نحن نعلم أن الأشياء العظيمة لن تأتي اليك بل هي تنتزع و الحياة التي تريدها لن تاتي اليك بل أنت من يجب علية تحمل المعاناة و ترك الأشياء الممتعة في الوقت الحالي حتى تصل لذلك الهدف ، دعني أخمن الأن حالتك بعد هذه الجمل أنت الأن تشعر بالايجابية و تشعر و كأن هذا متوافق مع أفكارك ولكن لحظة !! لماذا ندخل في حالة من الاكتئاب في النهاية ؟

يدخل الأشخاص في حالة من الاكتئاب لأن الدماغ البشرية تشحن بالأفكار الايجابية و التفاؤل الزائد و الذي يترجمه العقل الى توقعات بأفعال توازي هذا التحفيز أي يمكننا القول .. أن من السهل تحفيز الأشخاص فالتحفيز يأتي بكلمات تقال في لحظات، قد ترفع مستويات الأدرينالين عندك لأعلى المستويات بل انك قد لا تستطيع النوم فعليا هذا ما يجدث داخل الجسم ثم تستيقظ في اليوم التالي لتجد أنك لم تحقق شيئا بعد لتجد أنه قد ينتظرك طريق طويل جدا فتصاب بالاحباط و ذلك من الأساس بسبب الشحن الزائد للايجابية، حتى تصبح كالبالون أي ابرة صغيرة تستطيع القضاء عليك لتفرغ ذلك الشحن الايجابي الزائد عن حده، فلكل فعل رد فعل .

الحقائق :-

لن يتغير الكون عندما تكون في مستوى تحفيزي عالي بل سيتغر فقط ان أدركت  أن هناك حقائق كونية تسود العالم و هناك قواعد لطريق النجاح بل و هناك أيضا طرق صحيحة أخرى للتعامل مع التحديات المواجهة لك في طريق النجاح .

المتداول الخارق :-

كيف لمتداول يمر بكل هذه الظروف أن يسيطر على مشاعره في التداول، بل كيف سيحدث ذلك و هو في صراعات كبيرة طوال اليوم ما بين حزن و فرح و تفاؤل و تشاؤم و سلبية على منصات التداول ، ولكن العقل اللاواعي يعمل في صمت و هو الأن ينمي لك عادة نفسية تحدث بشكل لا ارادي ستضرك في تداولاتك و هي التغير السريع للنفسية و التقلب من حال لحال كان مسببها الرئيسي هي منصات التواصل الاجتماعي .

بل ان هذه العادة مضرة لأبعد من ذلك، حيث أن التقلب السريع في المشاعر يجعل عقلك يتوقع النتائج السريعه و بالتالي سيؤدي الى قرارات خاطئة في حياتك و في تداولاتك أيضا و بالتالي سيحدث الاكتئاب عاجلا ام أجلا الرسم البياني أسفله يوضح هذه العملية المغلقة .

منصات التواصل الاجتماعي أحد أهم مسببات الخسارة في التداول ؟

لنتطرق الان الى التداول بعد أن فهمنا ماهية المشكلة ، يتنامى لدى المتداول تحقيق الثراء السريع بشكل لا واعي فتجد ذلك يتزايد في سلوكه مع عدم شعوره بذلك على سبيل المثال دخول صفقة لم تحقق الشروط المطلوبة التي وضعها في خطة التداول و هذا لأنه وجد ان المكاسب قليلة و ذلك لأنه لم يكن لديه الصبر الكافي لتتبع الطريق الذي رسمه من البداية، ليخسر بعد ذلك ثم يقرر انه سيلتزم مرة أخرى و بعد ذلك يشعر بالملل من عدم حركة السوق او الحركات العرضية فيقوم بزيادة أحجام العقود ثم يتحرك السوق بعدها ثم تتوالى الخسائر ، الالتزام عزيزي المتداول لن تحصل عليه الا اذا فهمت الدورة من الأساس الالتزام لن يظهر الا اذا كانت نفسيتك مفروشة بالهدوء و الروتين و التوقعات المنخفضة جدا و رؤية الحقائق كما هي و الصبر.

فقط وعيك بهذه العملية سيجعلك تهدأ بعض الشئو تتداول بكل أريحية، يا صديقي المتداول ان أسرع طريق للربح و أجمل الصفقات التي ستنفذها في حياتك هي التي ستنفذها و أنت هادئ نفسيا ، اعمل على نفسيتك بجد و سترى نتائج أفضل بكثير من شخص يملك كل العلم المتواجد في العالم لتحليل الأسواق فنيا و اخباريا.

د. عمرو مندور الدولة : مصر محلل أسواق المال - عضو الجمعيه المصريه للمحللين الفنيين خبره أكثر من 6 سنوات في الأسواق الماليه - المؤشرات- السلع - العملات الرقمية - العملات الأجنبية - محاضر فوركس معتمد. شغلت عدة مناصب محلل فني و كاتب تقارير فنيه - أيضا مقدم للمحتوى التعليمي في الأسواق الماليه المختلفه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.