ارتفاع الدولار وتألق الذهب: فهم الحركة الغير مألوفة في الأسواق
شهدت التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الجمعة ارتفاعًا في قيمة الدولار الأمريكي وتألقًا في أسعار الذهب، وهذه الحركة السعرية غير المألوفة جاءت نتيجة لتشديد السياسات النقدية التي اتخذتها البنوك المركزية العالمية، بما في ذلك بنك إنجلترا. هذا التشديد أثار موجة النفور من المخاطرة في الأسواق ودفع المستثمرين للجوء إلى استراتيجيات التحوط.
فقد شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا إلى مستوى 102.96 نقطة مقابل سلة من العملات الأجنبية بزيادة قدرها 0.60%. وبالرغم من العلاقة العكسية التي تربط عادة الذهب والدولار ارتفعت أسعار الذهب في نفس الوقت إلى 1936.30 دولار. مما تسبب في حالة من الارتباك الشديد في الأسواق نظرًا لعدم توافقه مع الاتجاه المعتاد للعلاقة بين الدولار وأسعار الذهب.
أسباب صعود الدولار الأمريكي والذهب معاً على الرغم من علاقتهما العكسية:
سجلت بيانات مؤشر مديري المشتريات انخفاضًا قويًا عن شهر يونيو حيث سجلت 50.3 نقطة فيما توقع الخبراء أن تسجل 52.5 نقطة. كما وسجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي في يونيو 43.6 نقطة، بينما كان توقع الخبراء أن يصل إلى 44.8 نقطة. وبالمثل سجل مؤشر مديري المشتريات الخدمي 52.4 نقطة في حين توقع الخبراء 54.5 نقطة.
كل هذه البيانات والأحداث الاقتصادية التي أظهرت قوة الاقتصاد وضرورة استمرار التشديد النقدي جاءت تزامناً مع نتيجة مؤشر مديري المشتريات التي أظهرت تراجعًا في إنجلترا بأقل من التوقعات، مما سمح للدولار بالارتفاع أمام العملات الأجنبية الأساسية ودعم سعر الذهب كملاذ آمن في الوقت ذاته.
وفي تصريحاته أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إمكانية رفع أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام بهدف التصدي للتضخم المرتفع بعد انتهاء شهادته التي استمرت يومين أمام الكونجرس.
وفي جلسة استماع أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يوم أمس صرح باول بأن الفيدرالي لا يرغب في اتخاذ إجراءات إضافية غير اللازمة للحد من التضخم. ويعتقد غالبية أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أنه سيتم رفع أسعار الفائدة مستقبلاً ولكن الفيدرالي يرغب في تنفيذها بوتيرة تسمح له بمراقبة البيانات وتقييمها.
وإضافة إلى ذلك، قام كل من البنك المركزي السويسري والنرويجي بزيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة و50 نقطة على التوالي يوم أمس الخميس، وأشاروا إلى إمكانية استمرار التشديد النقدي في المستقبل. مما زاد المخاوف في الأسواق من حدوث ركود اقتصادي عالمي ونتيجة لذلك ارتفع سعر الذهب، وفي الوقت نفسه عززت الفائدة المرتفعة قوة الدولار.