أسرار تداول الذهب المستقبلية: هل هو ملاذ آمن أم مخاطرة؟

يتحرك سعر الذهب في اتجاه جانبي واضح في المنطقة بين 1980 و1972 دولار للأونصة، بعد صدور بيانات أمريكية متضاربة اليوم الخميس. فقد انخفض سعر الذهب خلال الساعات الأخيرة بعد أن سجل أعلى مستوى له في شهرين عند 1987.53 دولار مع بداية تداولات اليوم.

وينتظر المستثمرون الآن قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المقرر أن يصدر يوم الأربعاء المقبل. فمن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن رفع سعر الفائدة قد يؤدي إلى ركود اقتصادي.

أسرار تداول أسعار الذهب المستقبلية:

في ظل ظروف الاقتصاد العالمي المتوترة حالياً يواجه المعدن الثمين تذبذبًا ملحوظًا في محاولة للاستقرار في اتجاه محدد. لكن العيون حالياً متجهة نحو قرارات سعر الفائدة الهامة التي ستصدرها هيئة الاحتياطي الفيدرالي في 26 يوليو حسبما ورد في تقرير صادر عن وكالة الأنباء رويترز.

مع الأخذ في الاعتبار تلميحات البنك الفيدرالي السابقة إلى أن زيادتين في سعر الفائدة خلال هذا العام ستكونان معقولتين للوصول إلى هدفه الخاص بالتضخم عند 2%، لكن الجدل في الأسواق لا يزال يدور حول افضلية زيادة واحدة فقط لتحقيق مسعى الفيدرالي للسيطرة على التضخم المرتفع.

وفي شهر يونيو هدأ التضخم بشكل كبير في الولايات المتحدة، وواجهت الأسواق فترة هبوط تراجع خلالها مؤشر الدولار بقوة مما دعم ارتفاع أسعار العملات والسلع والذهب والأسهم وغيرها من الأصول المقومة بالدولار.

وبالنظر إلى أن التقويم الاقتصادي الأمريكي سيكون خفيفًا هذا الأسبوع، فمن المتوقع أن يحصل المستثمرون على إشارات هامة أخرى بشأن الانتعاش الاقتصادي والاستقرار الجيوسياسي لتحديد مسار توقعات أسعار الذهب. خاصة ترقب المستثمرين والمتداولين لصدور قرارات اجتماع دول البريكس والمزيد من المعلومات حول عملة بريكس المدعومة بالذهب والتي سيتم استخدامها لتسوية المدفوعات الدولية.

وفي ملخص سريع لأحدث حركات السوق يبدو أن سعر الذهب يواجه حالة استقرار نسبية حيث تتحرك الأسعار بين الدعم بالقرب من 1978.00 دولار أمريكي ونهاية الحركة التصحيحية التي وصلت إلى 1987.50 دولار أمريكي. وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم بعد البيانات الاقتصادية الخاصة بطلبات البطالة ومؤشر فيلادلفيا الصناعي في الولايات المتحدة والتي جاءت متضاربة حيث اخترق مؤشر الدولار المقاومة القوية عند مستوى 100.00 نقطة إلا أن الاتجاه الصاعد للدولار ما زال محدودًا مع غياب التأكيدات الأساسية في حركة الأسعار.

خاصة بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وأعضاء آخرون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي دعمت القيام بزيادتين إضافيتين في أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم المرتفع.

فحتى وإن أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية الصادرة مؤخراً انخفاض معدل التضخم بشكل حاد في يونيو، وتأثر قطاع الإسكان بارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي وانخفض الطلب على العقارات الجديدة في يونيو. فالفيدرالي لم يعلن بعد انتصاره في معركة خفض معدلات التضخم المرتفعة بعناد وهذا يضيف المزيد من الضغط السلبي على تداولات سعر الذهب وتوقعاتها المستقبلية.

والآن يتركّز مصير السوق الحالي بحذر على نتائج أرباح الشركات الأمريكية وتأثيرها على مزاج المستثمرين، وتطورات الاقتصاد الصيني وآفاق النمو الاقتصادي في ظل الأرقام التي تُظهر أداءً دون التوقعات في الربع الثاني من الناتج المحلي الإجمالي في الصين.

كما يتطلع المستثمرون إلى مزيد من التفاصيل حول العملة الجديدة المدعومة بالذهب التي أعلنت عنها مجموعة بريكس، والتي من المتوقع إطلاق إعلان رسمي حولها خلال اجتماع القمة المقبلة في أغسطس.

فمع تدشين هذه العملة المدعومة بالذهب من المحتمل أن يشهد مؤشر الدولار الأمريكي معركة صعبة حيث ستصبح هذه العملة بديلًا قويًا للدولار في المدفوعات الدولية مما قد يدعم توقعات سعر الذهب المستقبلية على المدى البعيد.

ومن الناحية الفنية يتأرجح سعر الذهب حول 1980 دولار حيث يستقر السعر فوق المتوسط ​​المتحرك الأسي لـ 20 يومًا (EMA) مما يؤكد أن الاتجاه قصير المدى صاعد.

كما وصل المعدن الثمين إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 50٪ أو نقطة المنتصف عند 1983 دولارًا أمريكيًا بين قمة أعلى مستوى في 4 مايو بالقرب من.00 دولارًا أمريكيًا، وأدنى مستوى في 29 يونيو عند 1893.70 دولارًا.

يأتي هذا تزامناً مع تحول مؤشرات الزخم إلى المنطقة الايجابية ولا تظهر أي إشارات تباعد أو أي إشارات ذروة بيع مما يرجح استمرار الاتجاه العرضي على المدى القصير والمتوسط وحتى ظهور محركات جديدة في الأسواق.