أسرار ارتفاع الذهب إلى1982.70$ بعد بيانات التجزئة الأمريكية

من الواضح أن الذهب يواصل لعب دوره كأحد أهم الأصول الآمنة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي. فتحفز البيانات الاقتصادية السلبية الصادرة عن الولايات المتحدة الفيدرالي على تكثيف إجراءات السياسة النقدية المتشددة، مما يدفع المستثمرين نحو البحث عن ملاذ آمن للاستثمار.

والمعدن الثمين كأحد أصول الملاذ الآمن المفضلة يبدو أنه يستمد قوته من الظروف الاقتصادية الصعبة، ويظل خيارًا مفضلًا للحماية من التقلبات المالية والاقتصادية. حيث تزايدت شهية المستثمرين للاستثمار في المعدن الثمين خلال هذه اللحظات، بدعم من انخفاض الدولار الذي اقترب من أدنى مستوياته منذ أكثر من عام وهو ما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كحافز لحماية أموالهم من التذبذبات الاقتصادية وعدم الاستقرار في السوق.

ويمكن القول إن استمرار تدفق البيانات الاقتصادية والمؤشرات المالية الهامة سيظل له تأثير كبير على اتجاهات توقعات أسعار الذهب في المستقبل. ومع استمرار تحسن أداء المعدن الأصفر في السوق يتزايد الاهتمام بالكشف عن دوافع وأسباب تعزيز مكاسبه خلال الساعات الأخيرة من تداولات اليوم.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب خلال هذه اللحظات:

أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الصادرة مؤخرًا تدنيًا في الأداء الاقتصادي، مما أثار تكهنات بأن الفيدرالي قد ينهي دورة التشديد النقدي التي تبعها في الفترة الماضية، وهذا التطور الاقتصادي الملموس أدى إلى تعزيز مكاسب المعدن اللامع مُسجِّلاً ارتفاعًا بنسبة 0.7% في العقود الآجلة ليصل إلى 1970 دولار، بينما ارتفع بنسبة 0.55% في المعاملات الفورية ليصل إلى 1965 دولار للأوقية.

كما تترقب الأسواق العالمية والمستثمرون قرار الفيدرالي الأمريكي الذي يعد أحد أهم الأحداث التي تحرك الأسواق وتكتب مستقبل التداولات والاتجاهات للذهب والدولار. وتزامنًا مع هذا أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي في ولاية نيويورك استقرارًا في النشاط الصناعي خلال شهر يوليو الجاري.

وبالرغم من تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية إلا أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يواجه تحديات بسبب تراجع النمو وهو ما قد يعزز آمال المستثمرين في انتهاء دورة التشديد النقدي من قبل الفيدرالي.

وبفعل هذه التطورات شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا كبيراً حيث تزايدت جاذبية الذهب مع انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى له في عام واحد، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.

كما تشير توقعات الأسواق إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مجددًا في اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقبل في 26 يوليو. وهذه الخطوة قد تؤثر على تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالسبائك الذهبية غير المنتجة مما قد يؤثر بدوره على توقعات سعر الذهب بشكل سلبي على المدى المتوسط.

ويراقب المستثمرون حالياً مدى تأثير بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو التراكمي على الأسواق والتي جاءت عكس التوقعات تماماً، بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية من الصين أمس تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثاني من العام الحالي وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار الذهب خلال تداولات أمس.

وفيما يتعلق بتصريحات رئيسة الوزراء الأمريكية جانيت يلين فقد أكدت أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يسير بشكل جيد على الرغم من إجراءات التشديد النقدي الأخيرة للحد من التضخم، وأنها لا تتوقع دخول الاقتصاد في حالة ركود، وأكدت على قوة سوق العمل الأمريكي. حيث ساهمت هذه التصريحات في دعم الثقة بأداء الاقتصاد الأمريكي وتحفيز الاستثمار.

وفي النهاية تظل أسواق الذهب حساسة وقابلة للتغيير بسرعة وفقًا للتطورات الاقتصادية العالمية. ولهذا يتبقى انتظار قرار الفيدرالي القادم وبيانات الاقتصاد العالمي القادمة على الأجندة الاقتصادية محور اهتمام المستثمرين ومفتاح تحديد توقعات الاتجاهات القادمة لسوق الذهب والدولار. لذا سنبقى على موعد مع هذه التطورات المثيرة وآثارها على الاقتصاد العالمي وأداء الأصول المالية في الأسواق.

رانيا جول الدولة : الاردن خبرة 10 سنوات في التحليل الفني والتقني لاسواق الفوركس والاسهم ولدي الخبرة لكتابة تقارير يومية لجميع الاسهم والعملات والمعادن والنفط والعملات وتغطية أهم الأخبار وأفضل التحليلات للأسواق ، بدأت العمل في شركات الوساطة من عام 2006 الى 2013 ، وانا الان اشارك اخوتي في بناء هذا العمل المتميز والصرح التعليمي الرائد التداول بسهولة وجعله من الرواد في مجال الفوركس وسوق المال و الاعمال العربية ، من أهم أدواتي بالتحليل تحليل الموجات ، تحليل حركة السوق بناء على الأخبار ، التحليل الفني والتقني وما وراء التحليل وبعض المؤشرات الفنية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.